اﻟﺘﻌﺪدﻳﺔ اﻟﺴﻴﺎﺳــﻴﺔ ﻓﻲ اﻟﺸــﺮق ا وﺳــﻂ وﺷــﻤﺎل أﻓﺮﻳﻘﻴﺎ

تقريـر مـن إعـداد بيتـر ماندافيل، جامعة جورج ميسـون آذار/مارس 2018

ُيعتبـر المشـهد السياسـي فـي الشـرق ا وسـط وشـمال أفريقيـا فـي العـام 2018 أرضيـة جـد عدائيـة لتنشـئة بـذور الديمقراطيــة التــي تــم زرعهــا بطريقــة مدهشــة قبــل ســبع ســنوات فحســب، إبــان ا حــداث المصيريــة التــي طبعــت الانتفاضــات العربيــة. فعلــى مــا يبــدو، تتصــف المنطقــة اليــوم بشــكل أساســي بالعنــف وانعــدام الاســتقرار والتوتــراتالاجتماعيــةوالاســتبدادالمتجــددوا زمــاتا نســانية.وتــمإغــلاقالفضــاءالمدنــيبمجملــهتقريًبــا فـي عـدة دول أساسـية، فيمـا تشـهد دول أخـرى اهتـراء النسـيج الاجتماعـي القائـم علـى ً التنـوع الدينـي والعرقـي والثقافـي لدرجـة التلـف. أمـا ا طـراف الفاعلـة الخارجيـة ا ساسـية التـي رحبـت سـابقا ببـزوغ حقبـة جديـدة لسـلطة الشـعب فـي المنطقـة فاصطفـت اليـوم مجـد ًدا إلـى جانـب الاسـتبداد والاسـتقطاب الجيوسياسـي فـي بحـث ملتبــس عــن ا مــن. كمــا أن الحــروب بالوكالــة بيــن القــوى ا قليميــة تؤجــج النــزاع الاجتماعــي. بالتالــي، لا يوفــر

الشـرقا وسـطسـياقًامؤاتًيـالمناقشـةتعزيـزالتعدديـةالسياسـية،ناهيـكعنالتطلـعإليها.

فــي الواقــع، تــم إســكات الكثيــر مــن أصــوات المجتمــع المدنــي الداعيــة إلــى الديمقراطيــة والتعدديــة والسياســة القائمـة علـى الحقـوق. ولكـن مـن المهـم أن نعـي أن هـذه ا صـوات مـا زالـت إلـى حـد كبيـر ناشـطة، حتـى ولـو لـميكـنصداهـامسـموًعادائًمـا.فهنـاكجيـلمـنالمواطنيـنالعـربالشـبابالمنخرطيـنفـيالشـؤونالعامـة، الذيــن تشــكل وعيهــم الاجتماعــي والسياســي بــادئ ذي بــدء علــى ضــوء أحــداث العــام 2011، يكافــح فســاح المجــال للمشــاركة المدنيــة. لا ُتعــد تلــك المســاعي جهــو ًدا ســاذجة يتخيــل أصحابهــا عــودة قريبــة إلــى فتـرة ا مـل التـي أعقبـت الثـورات، بـل قناعـة راسـخة بأنـه علـى الرغـم مـن الوضـع الراهـن القاتـم فـي المنطقـة، فقــدشــهدتا خيــرةتغيــًراأساســًياعــام2011،مــايعنــيأنا مــورلــنتعــودقــطبالكامــلإلــىالوضــعالســابق للانتفاضــات العربيــة. بالنســبة إلــى هــذا الجيــل الصاعــد، لا تكمــن المهمــة اليــوم فــي التعبئــة التقليديــة أو التنافــس علــى مقعــد علــى الطاولــة السياســية، وهــي أهــداف ســيكون مــن العبثــي فــي الوقــت الحاضــر الســعي وراءهــا علــى أي حــال، كمــا يــدرك هــذا الجيــل. فالتعدديــة السياســية لا تمثــل مظاهــر البهرجــة الشــكلية أو ا جرائيــة للديمقراطيــة، بــل التحــدي المتمثــل بإحــراز تقــدم ًبطــيء ولكــن منتظــم عــادة بنــاء البنــى التحتيــة

الاجتماعيـةوالثقافيـةوالتواصليـةالتـيترعـىتصـوًراذاتًيـاهادفـاللمواطنة.

ل ضــاءة أكثــر علــى كيفيــة مقاربــة الجيــل التالــي فــي الشــرق ا وســط وشــمال أفريقيــا للمســائل المتعلقــة بالتعدديـة السياسـية وتعاملـه معهـا، جمـع مركـز هولينغـز للحـوار الدولـي )Hollings Center for International Dialogue( مجموعــة مــن قــادة المجتمــع المدنــي والناشــطين والسياســيين والصحفييــن مــن مصــر والعــراق وا ردن ولبنــان والمغــرب وتونــس وتركيــا والولايــات المتحــدة لمناقشــة وتشــارك وجهــات نظرهــم حــول عــدد

مـن التحديـات ا ساسـية التـي تواجـه المجتمعـات العربيـة اليـوم. وقام المشـاركون بـ:

• دراســة مســائل أساســية متعلقــة بالفئــات والهويــات والمفــردات الملائمــة لمناقشــة سياســات الشــرق ا وســط في الوقـت الحاضر؛

• التفكيــر بالوضــع الحالــي للعلاقــات بيــن مجموعــات ذات توجهــات إيديولوجيــة مغايــرة، خصو ًصــا العلمانييــن وا سلاميين؛

• استكشــاف الفضــاءات الناشــئة وغيــر الرســمية للمشــاركة المدنيــة مــع تحديــد الخصائــص التــي تكشــف بشـكل متزامن عن أشـكال جديدة من الاسـتبداد؛

• مناقشــة دور ا طــراف الفاعلــة الخارجيــة وا ســرة الدوليــة، مــع التركيــز بشــكل خــاص علــى الولايــات المتحدة؛

• إعــداد بصــورة جماعيــة عــدد مــن التوصيــات الخاصــة المتعلقــة بتدابيــر ملموســة وحســية ُيفتــرض أن تتخذهـاأطـراففاعلـةمحليـةوإقليميـةودوليـة،مـنشـأنهاالمسـاهمةبشـكلبّنـاءببنـاء”السـياقالعميـق” للتعدديـة ودعمـه فـي وجـه التـردي الملحـوظ للديمقراطية.1

يسترشــد هــذا التقريــر بتلــك المناقشــات ويســعى إلــى نقــل وجهــات النظــر والــرؤى والتحاليــل والتوصيــات المنبثقـة مـن الجيـل التالـي مـن قـادة الشـرق ا وسـط وشـمال أفريقيـا إلـى زملائـه فـي الوطـن وفـي الخـارج، وإلـى الجماهيـر الحكوميـة ومتعـددة ا طـراف التـي تسـعى إلـى اكتسـاب فهـم أفضـل حـول كيفيـة إحـراز تقـدم

إيجابـي فـي هـذه المنطقة المشـحونة والحساسـة.

Shape

Recent Posts

A non-profit, non-governmental organization dedicated to fostering dialogue between the United States and countries with predominantly Muslim populations in the Middle East, North Africa, South Asia, Eurasia and Europe

E-mail: info@hollingscenter.org

US Phone: +1 202-833-5090

Istanbul Phone: +90 530 151 5603

Stay Informed

Subscribe to our mailing list to stay up to date on our latest information.

This field is for validation purposes and should be left unchanged.